أسمـاؤه
علم الدلالة-
بفتح الدال و كسرها- له أسمـاء وهي علم المعنى (ولكن حذار من استخدام صغة الجمع:
علم المعاني لأنها من علم البلاغة)، وعلم السيمانتيك، أخذا من الكلمات الإنجليزية:
semantics أو الفرنسية: semantique.[1]
وأصل
الكلمة الفرنسية هو اصطلاح وضعه اللغوي الفرنسي بريال (Bréal) سنة 1897 وورد في كتابه مقالات في علم الدلالة (Essai
de sémantique)والكلمة تعود إلى الكلمة اليونانية sema التي تعني
“علامة”. وقد اختلف المؤلفون العرب في مقابلة مصطلح Semantics فبعضهم يقابله بعلم المعنى وبعضهم يقابله
باصطلاح دلالة الألفاظ ولكن المقابل الأكثر شيوعا الآن هو علم الدلالة.
تعريفه
العلم هو
دراسة ظاهرة معينة والوقوف على ماهيتها وجزئياتها وما يتعلق بها دراسة موضوعية. والدلالة ننظرها
إلى تعريفها لغة واصطلاحا. فأما لغة: مصدر الفعل دلَّ، وهو من مادة (دلل) التى تدل
فيما تدل على الإرشاد إلى الشئ والتعريف به ومن ذلك "دله على الطريق، أى سدده
إليه" وفى التهذيب دللت بهذا الطريق، دلاله: عرفته، ثم إن المراد بالتسديد:
إراءة الطريق"[2]
ومن المجاز "الدالّ على الخير كفاعله" ، "ودله على الصراط
المستقيم"[3].
وأما الدلالة اصطلاحا:
الدلالة كما عرفها الجرجانى 816هـ: "هى كون الشئ بحالة، يلزم من العلم به،
العلم بشئ آخر، والشئ الأول هو الدال، والثانى المدلول" وهذا معنى عام لكل
رمز إذا عُلم، كان دالا على شئ آخر ثم ينتقل بالدلالة من هذا المعنى العام، إلى
معنى خاص بالألفاظ باعتبارها من الرموز الدالة[4].
وترتبط دلالة لفظ "الدلالة" فى الاصطلاح بدلالته فى اللغة، حيث انتقلت
اللفظة من معنى الدلالة على الطريق، وهو معنى حسى، إلى معنى الدلالة على معانى
الألفاظ، وهو معنى عقلى مجرد.
ويعرف بعضهم
بأنه دراسة المعنى أو العلم الذي يدرس المعنى أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي
يتناول نظرية المعنى أو ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى
يكون قادرا على حمل المعنى[5]
موضوعه
يستلزم التعريف
الأخير أن يكون موضوع علم الدلالة أي شيء أو كل شيء يقوم بدور العلامة أو الرمز.
هذه العلامات أو الرموز قد تكون علامات على الطريق وقد تكون إشارة باليذ أو إيماءة
بالرأس كما قد تكون كلمات وجملا. مثلا: حمرة الوجه الدالة على الخجل، والتصفيق
علامة الإستحسان، وعلامات الترقيم، ورسم فتاة مغمضة تمسك ميزانا كرمز للعدالة،
ووضع شوكة وسكينة بصورة متقاطعة في القطار للدلالة على وجود مطعم فيه. وغير ذلك.
وبعبارة أخرى قد تكون علامات أو رموزا غير لغوية تحمل معنى، كما قد تكون علامات أو
رموزا لغوية.
ورغم اهتمام
علم الدلالة بدراسة الرموز وأنظمتها حتى ما كان منها خارج نطاق اللغة فإنه يركز
على اللغة من بين أنظمة الرموز باعتبارها ذات أهمية خاصة بالنسبة للإنسان.
وقد عرف بعضهم
الرمز بأنه مثير بديل يستدعي لنفسه نفس
الاستجابة التي قد يستدعيها شيء آخر عند حضوره. ومن أجل هذا قيل إن الكلمات رموز
لأنها تمثل شيئا غير نفسها وعرفت اللغة بأنها نظام من الرموز الصوتية العرفية.
ومثال الرمز
غير اللغوي سماع الجرس في تجربة "بأفلوف". فالجرس قد استدعى شيئا غير
نفسه بدليل أن الكلب حين يسمع الجرس لا يتوجه إليه ولكن إلى مكان الطعام.
ومثال الرمز
اللغوي تجربة سائق السيارة والعـائق (شخص يقود سيارة يجد أمامه لافتة مكتوبا
عليها: الطريق مغلق. إذا سار السائق ولم يعبأ بالرمز فإنه سيضطر إلى الاستدارة
والعودة حين يصل إلى العائق. ولكن إذا عمل بما جاء في الرمز فسيستدير بمجرد رؤيته
ويعود. إذن اللافتة استدعت شيئا غير نفسها وهي بديل استدعى لنفسه نفس الاستجابة
التي قد تستدعيها رؤية العائق)
وحيث كان مسلما
أن النشاط الكلامي ذا الدلالة الكاملة لا يتكون من مفردات فحسب وإنما من أحداث
كلامية أو امتدادات نطقية تكون جملا تتحدد معالمها بسكتات أو وقفات أو نحو ذلك.
حيث كان ذلك مسلما فإن علم المعنى لايقف فقط عند معاني الكلمات المفردة لأن
الكلمات ما هي إلا وحدات يبنى منها المتكلمون كلامهم، ولا يمكن اعتبار كل منها
حدثا كلاميا مستقلا قائما ذاته.
علم الدلالة و علم
اللغة
لايمكن فصل
علم الدلالة عن غيره من فروع اللغة. فكما تستعين علوم اللغة الأخرى بالدلالة
للقيام بتحليلاتها يحتاج علم الدلالة – لأداء وظيفته- الى الاستعنة بهذه العلوم.
فلكي يحدد الشسخص معنى الحدث الكلامى لابد أن يقوم بملاحظات تشمل الجوانب الأتية:
أ. ملاحظات
الجوانب الصوتى الذى قد يؤثر على المعنى، مثل وضع
صوت مكان اَخر، ومثل التنغيم و النبر. واستمع إلى قوله تعالى فى سورة يوسف بعد فقد
صواع الملك: (قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين. قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو
جزاؤه). فلا شك أن تنغيم جملة : (قالوا جزاؤه) بنغمة الاستفهام، وجملة (من وجد في
رحله فهو جزاؤه) بنغمة التقرير سيقرب معنى الاَيات إلى الأذهان، ويكشف عن مضمونها.
ب.
دراسة التركيب الصرفى
للكلمة وبيان المعنى الذي تؤديه صيغتها. فلا يكفى لبيان معنى
(إستغفر) بيان معناها المعجمى المرتبط بمادتها اللغوية (غ ف ر) بل لابد ان يضم إلى
ذلك معنى الصيغة وهى هنا وزن (إستفعل) أو الألف والسين والتاء التى تدل على الطلب.
و فى باب (معاني صيغ الزوائد) أمثلة أخرى كثيرة.
ج.
مراعاة الجانب النحوي، أو
الوظيفة النحوية لكل كلمت داخل الجملة. ولو لم يؤد تغيير مكان الكلمات فى الجملة
(تعيير الوظيفة النحوية) إلى نغيير المعنى ماكان هناك فرق بين قولك : طارد الكلب
القط, وطارد القط الكلب. كذلك قد تتفق كلمات الجمل المتشابهة، ولكن يكون الاختلاف
فى توزيع المعلومات القديمة (الموضوع) والجديدة (المحمول) مثل:
الثعلب
السريع البنى كاد يقتنص الأرنب.
الثعلب
الذي كاد يقتنص الأرنب كان سريعا.
الثعلب
السريع الذي كاد يقتنص الأرنب كاد بنيا.
د.
بيان المعانى المفردة
للطكلمات، وهوما يعرف باسم المعنى المعجمى.
ومن الممكن
أن يوجد المعنى المعجمى دون النحوي (كما فى الكلمات المفرة)، وكذلك أن يوجد المعنى
النحوي دون المعجمى (كما فى الجمل التى تركب من كلمات عديمة المعنى مثل : القرعب
شرب البنع).
بل من
الممكن ألايوجد للجملة معنى مع كون مفرداتها ذوات معان، وذلك إذكانت معانى الكلمات
فى الجملة غير مترابطة مثل:
الأفكار عديمة اللون تنام غاضية.
ه. دراسة
التعبيرات التي لايكشف معناها بمجرد تفسير كل كلمة من كلماتها، والتي لا
يمكن ترجمتها حرفيا من لغة الى لغة وذلك مثل البيت الأبيض فى الولايات المتحدة،
ومثل الكتاب الأبيض و الكتاب الأسود كمصطلحين سياسيين ومثل التعبيرات : للصحافة
المعنية بالفضائح والأخبار المثيرة، و (خضراء الدمن) للمرأة الحسناء في منبت
السوء.
علم الدلالة وعلم
الرموز :
تذكر
معاجم المصطلحات اللغوية أن علم الرموز هو الدراسة العلمية للرموز اللغويىة وغير
اللغوية، بإعتبارها أدوات اتصال. ويعرفه دي سةسير بأنه العلم الذي يدرس الرموز
بصفة عامة، ويعد علم اللغة أحد فروعه.
ويرى R.Carnap dan
C.W.Morris أن علم الرموز يضم
الاهتمامات الثلاثة الرثيسية الأتية :
1. دراسة
كيفية استخدم العلامات والرموز كوسائل اتصل فى اللغة المعينة.
2. دراسة
العلاقة بين الرمز ومايدل عليه أو يشير إليه.
3. دراسة
الرموز في علاقتها بعضها ببعض.
وعلى
هذا يضم علم الرموز كثيرا من فروع علم اللغة وبخاصة الدلالة والنحو الأسلوب. كما
يعد من الناحية الدلالة وحدها أعم من علم الدلالة
لأن الأخير يهتم بالموز اللغوية
فقط، أما الاول فيهتم بالعلامات والرموز، لغوية كانت اوغير لغوية.
علم الدلالة وعلم
المفردات
إن استخدام
الكلمة الجديدة فى سياق بهدف توضيح المعناها هو أحد الاساليب الفعالة. ولكن يشترط
فى هذه الحالة ان يكون السياق محددا للمعنى يحديدا كاملا. وفى حالة هذا المعلم،
أراد توضيح معنى (سائل) بواسطة جملة
(الماء سائل). وبالطبع، قد يدل هذا السياق بعض الطلاب على المعنى المطلوب، ولكن
قدلايهتدى كثير منهم إلى هذا المعنى. فالذي لا يعرف كلمة (سائل) قد يظنها تعنى
(ضروري) أو (مهم) أو (بارد) أو (ساخن) أو (نقي) أو (كثير) أو (قليل) أو سواها من
المعاني التى تتفق مع (الماء).
وهكذا،
فالجملة (الماء سياق) لاتنفع كثيرا فى توضيح معنى (سائل). ومن الممكن أن نصفها
بأنها سياق ناقص أوسياق غير فعال. وكان من الافضل أن يقولالمعلم: الحديد صلب
والهواء غاز ولكن الماء سائل. إن سياقا كهذا أفضل من السياق الذي استخدمه المعلم.
ولايشترط فى السياق الكامل أن يكون جملة واحدة، إذ قد يكون عدة جمل تتكاتف لتوضيح
المعنى.
علم
الدلالة وعلم المعاجم
تفيد كلمة "عَجُمَ" في اللغة الإبهام
والغموض، جاء في لسان العرب: "الأعجم الذي لا يفصح ولا يبين كلامه". وأيضا: "رجل
أعجمي وأعجم: إذا كان في لسانه
عُجمة". وفيه أيضا: "وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم". وسمّى العرب
بلاد الفرس والروم بلاد العجم لأن لغتهم لم تكن واضحة لديهم، ولا مفهومة. وفي الحديث الشريف: "اتقوا الله
في البهائم المعجمة، اركبوها صالحة
وكلوها صالحة".
وأعجم عموما معناها: أزال الإبهام والغموض. ولذلك
أُطلِق على نقط الحروف في نص القرآن
الكريم الإعجام) لأنه يزيل ما به من إبهام وغموض. ولذلك فالمعجِم (بكسر الجيم) اسم فاعل للفعل أعجم،
أوضح الغموض وأزاله. والمعجَم (بفتحها)
اسم المفعول لما أزيل غموضه، أو مصدر ميمي من الفعل نفسه.
واصطلاحا هو
كتاب يجمع كلمات لغة ما، مرتبة على نهج معين، ويشرحها شرحا يزيل غموضها، ويوضح معانيها، مضافا إلى ذلك ما
يناسب مستخدم المعجم من معلومات، وتعين
الباحث على معرفة الكلمة وأحوالها ومعانيها، واستخداماتها. جاء في معجم (أوكسفورد)
التاريخي للغة الإنجليزية تعريف مادة Dictionary :كتاب يختص بالكلمات الفردية للغة، أو بعض الأصناف المعيّنة منها، يوضّح ضبط الهجاء، والنطق، والمعنى، والاستخدام،
ومرادفاتها، واشتقاقاتها، وتاريخها،
أو بعض هذه الحقائق على الأقل. وترتّب المفردات وفق نظام معيّن لملاءمة الإحالات، وتوضّح المعلومات المعطاة
بالاقتباسات والشّواهد".
وأهم ما يتميّز به: – وسيلة
تعليمية تزودنا بالمعارف – لا يعبّر عن وجهة نظر صاحبه – يتسّم بخاصية التفكيك في موادّه – القراءة المستقلة
لكل مادّة على حدة (للتصفح وليس
للقراءة العامة).
المصطلح في الدرس الأجنبي: يشيع في
الدرس الأجنبي مصطلحان لعلم المعاجم، هما: éxicology
و
léxicography ، وحولهما جدل كبير لتحديد مجال كل
اصطلاح. وخلاصة ذلك الجدل، أن léxicology يقابله علم المعاجم النظري، المعجمية، علم المفردات، دراسة المفردات، علم دراسة الألفاظ، أما léxicography فيقابله: علم المعاجم التطبيقي، علم الصناعة القاموسية، المعاجمية، صناعة المعاجم، القاموسية.
الوحدة الدلالية وأنواع المعاني
اختلف علماء علم اللغة
في تعريف الوحدة الدلالية منهم من يقول إنها Semantic
unit ومنهم
من أطلق بـ sememe.
وكذلك في وجهة النظر. قال بعض منهم أنها الوحدة الصغرى للمعنى ومنهم من قال: تجمع
من الملامح التمييزية، ومنهم من قال إنها: أي امتداد من الكلام يعكس تباينا
دلاليا.
وقد قسم Nida الوحدة الدلالية إلى أربعة أقسام رئيسية وهي: (1) الكلمة المفردة،
(2) أكبر من كلمة (تركيب)، (3) أصغر من كلمة (مورفيم متصل)، (4) أصغر من مورفيم
(صوت مفرد).

وتعد الكلمة المفردة أهم الوحدات الدلالية
لأنها تشكل أهم مستوى أساسي للوحدات الدلالية حتى اعتبرها بعضهم الوحدة الدلالية
الصغرى. أما الوحدات الدلالية الأكثر شمولية وهي المتركبة من وحدات على مستوى
الكلمة يعنى العبارات التي لا يفهم معناها الكلي بمجرد فهم معاني مفرداتها وضم هذه
المعاني بعضها إلى بعض. وفي هذه الحالة يوصف المعنى بأنه تعبيري. ويدخل تحت هذه
الوحدة الأنواع الثلاثة الآتية:
1.
التعبير idiom. نحو: ضرب كفا بكف أي "تحير"
2. التركيب
الموحد يعني الكلمة المكونة من مورفيم حر بالإضافة إلى مورفيم متصل أو أكثر،
أوالمكونة من مورفيمين متصلين أو أكثر. مثل: "البيت الأبيض" المقصود ليس
المبنى ولكن المؤسسة السياسية.
3.
المركب أو التعبير المركب
أنواع المعنى
من
المباحث اللغوية التي أثارها الدرس الدلالي، بناء على العلاقات التي تجمع الدال
بمدلوله، مبحث أقسام الدلالة وأنواع المعنى. فإذا كان تحديد معنى الكلمة يتم
بالرجوع إلى القاموس اللغوي، فإن ذلك لا يمكن أن ينسحب على جميع الكلمات التي ترد
مفردة أو في السياق، ولذلك ميز اللغويون بين معان كثيرة أهمها:
1-المعنى الأساسي أو التصوري: وهو المعنى الذي
تحمله الوحدة المعجمية حينما ترد مفردة. مثل كلمة "رأس": من أعضاء الجسم
في الأمام.
2-المعنى الإضافي أو الثانوي: وهو معنى زائد
على المعنى الأساسي يدرك من خلال سياق الجملة . مثل: حرف "و" في كلمتي
"جاء التلميذ وصاحبه" و "والعصر"
3-المعنى الأسلوبي: وهو الذي يحدد قيم تعبيرية
تخص الثقافة أو الاجتماع. مثل الكلمة التي تطلق على الزوجة في العربية الحديثة بـ عقيلته أو
حرمه، أو زوجته.
4-المعنى النفسي: وهو الذي يعكس الدلالات
النفسية للفرد المتكلم.
5-المعنى الإيحائي: وهو ذلك النوع من المعنى
الذي يتصل بالكلمات ذات القدرة على الإيحاء نظراً لشفافيتها[6].
وقد حصر أولمان تأثيرات هذا النوع من المعنى في
الثلاث وهي: (أ) التأثير الصوتي وهو نوعان، الأول، تأثير مباشر وهو الكلمة تدل على
بعض الأصوات أو الضجيج الذي يحاكيه التركيب الصوتي للاسم. مثل: صليل (السيوف).
الثاني، التأثير غير المباشر مثل القيمة الرمزية للكسرة. (ب) التأثير الصرفي
ويتعلق بالكلمات المركبة مثل صهصلك من (صهل وصلك). (جـ) التأثير الدلالي ويتعلق
بالكلمات المجازية أو المؤسسة على المجاز أو أي صورة كلامية معيرة.
المرجع:
عمر،
أحمد مختار. 1998. علم الدلالة. مصر: جامعة القاهرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق